قياس درجة رطوبة طبقات السكريد: في الماضي والحاضر

Walter Denzel, info@dns-denzel.de

لا تتوف غايتنا من كتابة هذا المقال في سرد المشاكل المحتملة فقط بل نريد كذلك توجيه كل من يهمة الأمر نحو كيفية تفادي الأضرار والصعوبات العديدة الواردة وتجنب التكاليف الباهضة.

الإشكال:

تقدم البلاطات والمساحات المبنية من خليط السكريد مظهراً "جافاً" وذلك بعد مرور خمسة أيام تقريباً عن صبه، غير أنه تتبقى بطبقة صغيرة منه كمية معتبرة من الماء وذلك راجع إلى أن عملية التجفف لا تزال مستمرة بالطبقات السفلية، وبالتالي فقد يتسبب الافراط في كميات المياه هذه في خلق أضرار معتبرة على تغليف الأرضيات إذا ما كانت هذه الأخيرة حساسة للخليط المائي المستعمل في الاسمنت.

كمية المياه بالاسمنت:

ونذكر علي سبيل المثال أن طبقة من اسمنت السكريد بسماكة 5 سم تحتوي على ما يقارب 8 لترات ماء بالمتر المربع وبالتالي فإن مساحة 20 متر مربع تحتوي على 160 لتراً من الماء.
وتحتوي طبقة من سكريد الجص بسماكة 5 سم على ما يقارب 15 لتر ماء بالمتر المربع وبالتالي تكون مساحة 20 متر مربع تحتوي على ما يقارب 300 لتراً من الماء ووجود الماء بالخليط ضروري لتسهيل بسط صبة السكريد ولا لأسباب فنية خاصة بمادة البناء المستعملة في حد ذاتها.

وبحسب طبيعتها فإن طبقة السكريد لن تكون جافة تماماً إذ يجب أن تكون رطبة للمحافظة على استقرارها وهو ما يعني أنه تتحتم معرفة كمية المياه المناسبة لكل مساحة للشروع في تركيب التغليف وذلك بعد أن تكون كمية المياه التي تحتويها لا تتسبب في احداث أي تأثير ضار عليها.

وتتراوح كمية الماء الحرجة الموجودة بطقة الاسمنت ما بين 3 و 4 % من وزنها بينما في طبقة سكريد السلفات الكلسي فهي تتراوح ما بين 0,5 و 1 % من وزنها.

يستلزم أخذ قياسات:

يجب أن تقاس جيداً هذه الفوارق الصغيرة من الإماهة.
ولتقدير حدود الإماهة أو الرطوبة هذه يستوجب استعمال مقياس في غاية من الدقة لا يتجاوز فيه احتمال الخطأ 0,5% في طبقات سكريد الاسمنت و 0,3% في سكريد الجص.

يجب قيس هذه الفوارق الصغيرة والهامة من الإماهة بواسطة طرق غير مدمرة لأن كل طريقة قيس مدمرة قد تتسبب في تبخر قسما صغيراً من كمية المياه قبل الشروع في القيس. إن Hydrotest G812 قادر على قيس الرطوبة إلى عمق 7 سم دون اللجوء إلى أي شكل من أشكال التدمير.

لقد توصل الانسان في يومنا هذا إلى ارسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء لتلف حولنا وأصبحنا نوكل حياتنا للمقاييس الالكترونية التي تذخر بها سياراتنا غير أننا لا نزال نقيس الرطوبة داخل طبقات السكريد على طريقة أجدادنا في القرن الماضي.

وهذا الوضع يشكل خطورة في حد ذاته لأنه لا يتوفر لدينا الوقت الكافي لترك السكريد يتجفف بطريقة طبيعية لا سيما لأن كمية الرطوبة الحرجة ضعيفة جداً لذلك يستوجب رصدها بكل دقة مع كل نوع من أنواع السكريد.

وهذا ما جعل مصنعي الاسمنت الجاهز للاستعمال والسريع التجفف يشيرون على أكياس منتوجهم إلى الوقت الذي يكون فيه السكريد جاهزاً (ناضجاً) للشروع في تغليفه ونشير إلى أن طبقات السكريد الغير المكررة ("المضبطة على مكان البناء") والتي لا يوجد لها أو لا يمكن أن تحدد لها معايير "النضج" يستوجب أن تغلف بكل دقة وبفائق العناية وذلك يكون بعد التأكد من أن فحوى الرطوبة يستمر على ثباته أي حينما تتوفر إماهة متوازنة.

نضج طبقة السكريد:

إن العامل المختص في تركيب البلاط في حاجة للتعرف فقط على فحوى الرطوبة ونوع التغليف حيث يكون فيه نوع معين من السكريد "ناضجاً لتقبل التغليف". ونحن نعمل حالياً من أجل ضبط "قائمة نضج خاصة بتغليف البلاط" تبين المقادير الخاصة بالعديد من أنواع السكريد والتي يمكن مراعاتها باستعمال كاشف الإماهة G 812.

طرق التجفيف:

لتفادي أي ريب طارئ نقترح أن نشير في المستقبل إلى كل مضمون رطوبة حسب معيار فرن التجفيف وأن تحدد حرارة التجفيف في 42 درجة مئوية وهو ما يتماشى مع ضروف البناء أينما كان.

اختراق مقياس كاشف الإماهة G 812:

لقد تم تصميم جهاز كاشف الإماهة G 812 لقياس مقدار الرطوبة في اختراقات بطبقات السكريد دون الثمانية سنتمترات، فلا يستوجب ثقب السكريد خاصة إذ ما اعتبرنا أن الثقب قد تتسبب في التجفيف الجزئي للعينة قبل أن تتم عملية القياس.

وقد تم اجراء تجارب على سكريد الاسمنت السريع التركيب بسماكة 50 و 75 مم وتبين ارتفاع محتوى الرطوبة من 0,3 إلى 0,7 % خلال مرحلة النضج ولوحض أن القياسات المأخوذة تحت ضروف الرطوبة هي نفسها لكلتي السماكتين بينما وتحت ظروف "التجفف" كان للطبقة الأكثر سماكة زيادة 0,2% من الإماهة بالنسبة لطبقة 50 مم.

دقة القياس:

عند مقارنة النتائج المتحصل عليها بواسطة قياسات فرن التجفيف من جهة والتي نتجت عن Hydrotest G812 يتبين لنا أن في هذه الأخيرة قد نسجل انحرافا قسويا يقدر بـ 0,2% لأن هذا المقياس للرطوبة معير حسب المقاييس المتحصل عليها بفرن التجفيف وبالتالي يخول لنا جهاز Hydrotest G812 تحقيق قياسات فرن التجفيف على عين المكان وقد اختبرت جامعة وايمار دقة قياسات Hydrotest G812 على العديد من المواد ونشير إلى أن هناك طرق أخرى للقياس تسجل اختلافات بطبقات السكريد تتراوح ما بين 1 و2,8%.

الوقت اللازم للشروع في القياس:

يمدنا مقياس Hydrotest G812 بالنتائج في ظرف خمس ثواني وهو ما يخول لنا بالقيام بجميع القياسات اللازمة وبشكل متزامن في نفس الغرفة للتثبت بدقة من مختلف درجات الرطوبة بها.

اختلاف أنواع طبقات السكريد:

يمكن تحديد ستة أنواع مختلفة من السكريد على مقياس الرطوبة G812 إذ أن لكل نوع خصوصياته وميزاته ساعة التجفف وهو ما لا يمكن قياسه بطريقة واحدة.

التقوية بالفولاذ:

إن قطع الفولاذ الغير قابل للتصدد أو أنابيب التسخين المائي لا تأثر قط في قراءة قياسات الرطوبة.

طريقة القياس:

يخلق مقياس رطوبة طبقات السكريد Hydrotest G812 داخل مادة السكريد حقل ذبذبات عالية يخول بأخذ مقاييس نسبة المياه والتي تظهر بدورها على شاشة قياسية إلى جانب نسبة وزن الكتلة.
نشير إلى أنه يتم تحديد رطوبة الهواء مسبقاً لطرحها عند القياس.

طباعة القياسات:

لا يمدنا مقياس الرطوبة بعد بأي قائمة للمقاييس لأننا نعتقد أن ضبط تخطيط تحدد فيه النقط المقاسة يمدنا بفكرة أوضح عن الأماكن التي قيست بالضبط.
بروتوكول أخذ المقاييس
يجب على الشخص المسؤول عن سير الانجاز أو المهندس المشرف عليه أن يقوم بعملية أخذ المقاييس للحصول على وثيقة رسمية في حالة نشوب التشككات وبالتالي يجب تفادي تسرعات المشرفين على الانجاز عند الشروع في تركيب الأرضية قبل الوصول إلى درجة صحيحة من التجفف.

تكاليف قياس الرطوبة:

تقدر تكاليف قياس الرطوبة (من بين العديد من القاييس المتزامنة الأخرى) المنجزة بواسطة مقياس Hydrotest G812 بـحوالي 0,04 يورو، ونذكر أن تكاليف قياس واحد صنف CM يقدر بـ 35 يورو.

الكمية المقاسة:

تغطي كل عملية قياس بواسطة G812 350 سم مكعب من مادة السكريد بينما تغطي طريقة القياس CM ما يقارب 50 سم مكعب فحسب.

اعتبارات عملية لزرع الثقة:

يمكنك أن تتثبت بواسطة قطعة من السكريد تقوم بتجفيفها في مكتبك أن وتتأكد على عين المكان وبدون أي احتراز من امكانية وجود خطر في الشروع في تغليف الأرضية عندما لم تتجفف طبقة السكريد بما فيه الكفاية.
فلا من شك من أن هذه الامكانية تزرع الثقة إذ أن نتائج القياس "سهلة الفهم" كما تقتضي به القوانين.

طبقات السكريد المتسخنة:

لا توجد طريقة قياس قادرة على ضبط تسخن طبقات السكريد لأن ضغط بخار الماء يتحرك داخل السكريد خلال التجفف الاصطناعي حسب درجة الحرارة وبالتالي نسجل عند أخذ القياسات أن المناطق الأكثر برودة هي أكثر رطوبة أما الناطق الأكثر حرارة فدرجات رطوبتها أضعف.

التسخين الجاف:

إذا ما اعتبرنا وجود مسافة تتراوح ما بين 15 و 20 سم بين الأنابيب الساخنة الموجودة تحت الأرضية والتي تقوم بتغيير درجة رطوبة الهواء فإن طبقة سكريد بسماكة 50 مم بحاجة إلى أربعة أيام للبدء في التسخن وما يقارب سبعة أيام للتسخين بصورة جافة وخمسة أيام للتبرد وعشرة أيام لاعادة اقرار رطوبة متوازنة حينئذ فقط يكون لمراجعة مضمون الرطوبة جدوى.

فترة التجفف:

في الأماكن المغلقة تأثر رطوبة الهواء المرتفعة على مدة تجفف طبقات السكريد المشبعة ببخار الماء وهو ما يطول من مدة تجفف السكريد نفسه.

أثبتت الطريقة التالية نجاعتها لتجفيف طبقة السكريد:

يجب ترك طبقات سكريد الجص سبعة أيام فحسب لتتخذ الصلابة اللازمة أما الأرضيات التقليدية المنجزة من مادة الاسمنت فيجب معالجتها من جديد (مغطات بقشرة) وبعد مرور سبعة أيام لضمان تكوين متماسك لعجين الاسمنت.
وبعد مرور مدة التصلب يجب القيام بالتهوئة اليومية ما بين خمس وعشر دقائق صباحاً ومساءً لسحب الرطوبة بالجو ولينحل بخار ماء السكريد بالهواء. إذاً وبتطبيق عملية التهوئة هذه بصفة منتظمة خلال خمسة أو ستة أسابيع (بعد التصلب) نتحصل على طبقة جافة بما فيه الكفاية لتقبل تغليف الأرضية.

موثوقية البيانات:

على اثر الاستجواب الذي جرى في شهر يناير من سنة 2005 لخمس مئة من مستعملي Hydrotest G812 اتضح انه لم يسجل خلال خمسة سنوات أي ضرر على الأرضيات التي استعملت فيها طريقة Hydrotest G812.

الاعتراف الشامل:

لقد أكدت معاهد تكنلوجية معترف بها عالمياً أن "المقارنات المنجزة بحسب معايير التجفيف بالفرن تظهر انطباقاً كبيراً"
إلى حد الساعة لم يتم اللجوء إلى المحاكم لبيان دقة القياسات التي يمد بها Hydrotest G812 وذلك لأنه لم ترفع إلى حد الساعة أي شكوى من طرف زبائننا عن أي أضرار كانت تسبب فيها Hydrotest G812 وفي المقابل نشير إلى تقرير التجارب الذي قامت بانجازه جامعة وايمار على بعض أنواع السكريد والذي يمثل الحجة القاطعة وعلاوة على ذلك فإن هذا التقرير هو التقرير الوحيد الموجود والخاص بدقة هذه الطريقة في قياس الرطوبة.

وبما أن هذا الموضوع يكتسي أهمية فائقة بالنسبة لكل ما يمسه الأمر أعلن عن استعدادي التام للقيام علناً بدراسات مقارنة خاصة بالقياسات لتوضيح كل النقط التي أشرنا إليها في مقالنا هذا.

Sections